القاهرة.. من جديد!!
القاهرة مرة أخرى. في كل مرة أزروها، تزداد هذه المدينة قسوة مثل عجوز بلغت من الكبر عتيا، فقررت أن تكون السماجة هي آخر ما يتذكرها الآخرون به. في السادسة صباحا، تبدو شوارعها خالية تماما و يمكن أن تتلمس بعض رحمة وحنان الأيام الخوالي. سائق شركة الاستقبال الذي أوصلنا من المطار إلى الفندق، وقف بعيدا في إشارة لطيفة ومفهومة. نتبادل النظرات أنا و عبد العزيز. أقول له أنني لم أحول اليورو البائس الذي في جيبي إلى جنيهات بعد. هو أيضا لم يفعل. سألت السائق بصفاقة إن كان يأخذ أجره من عمله فأجابني أن نعم . " بس، كادو من سعادتك" أضاف. كدت أصرح له بأمرّ الحقائق على الإطلاق و أقول له أنني أحوج منه إلى " الكادو"،لكنني فكرت أنه ليس شأنه على أية حال. تركت عبد العزيز يحل المشكل و سحبت حقيبتي خلفي. فنادق الخمس نجوم نعمة تحمل في طياتها نقمة. فكل العاملين يفترضون أنك مترف، مادمت قد قررت أن تكون إقامتك هناك. الحل الوحيد أن تدخل بسروال مرقع و جيوب متهدلة، علهم يقتنعون أنك معدم كصخرة. طبعا، يبقى احتمال أن يعتقدوا أن الأمر موضة جديدة و يزيد هذا من احتمالية ثرائك الفاحش جدا. المترفون هم وحدهم من يمل...