المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٠

غرندايزر .. إنطلق

عندما تحدثت يوماعن بائعة الكرافس ورئيس المقاطعة كنت أريد أن أصل إلى فكرة مفادها أننا نحن المواطنون أيضا لسنا ملائكة، وأننا نحمل من الشر في نفوسنا ما يساوي الشر الذي في نفوس المسؤولين الأعزاء. لكن، كان هناك شبه إجماع في ردود القراء على أن بائعة الكرافس – وهي هنا مجرد دلالة رمزية على المواطن البسيط طبعا – لا تأخذ أراضي أو دكاكين من أحد ولا تقاتل سوى من أجل قوت يومها، وكفي. بينما المنتخبون والأعضاء والرؤساء لم يكافحوا من أجل تلكم المناصب إلا لكي يستطيعوا أن يمصوا دم المواطن، فهو الهدف الأول و الأخير. فإن حيل بينهم وبينه قاموا باستغلال السلطة التي أتيحت لهم والامتيازات كي يمروا من القانون مرور الشعرة من العجين. المهم، لابد من ممارسة الشر في أعلى مستوياته، وهذا هو وجه الاختلاف بين مواطن بسيط أرغمته حياة قاسية على أن يخرج أظافره وأنيابه كي يستطيع أن يعيش، وبين مسؤول مترف يغرس الإبر في أعناق وأوردة المواطن ويقوم بمص دمائهم اللذيذة. الأول مسكين في كل الأحوال، والثاني معتدي في أغلب الأحوال. دائما لديه رغبة في الإيذاء على طول الخط.. إنهم يتصرفون كأنهم سيموتون إن لم يسرقوا.. وكأنهم في الوضعية الت

أنا... أنا... أنا

هناك مصيبة خطيرة تتجول بيننا قلما ننتبه لها إسمها العلمي هو: الميغالوثيميا. تعريبها هو: تضخم الإحساس بالذات. بدارجتنا الطنجاوية : التعنطيــــــزة. هناك أشخاص بيننا يعتقدون أنهم الأهم والأفضل والأرقى، دون حتى وجود سبب ما يجعلهم يظنون ذلك. بمعنى أن الشخص الذي لديه مركز مهم لو شعر بالتضخم فسنفهم تصرفه..أقول نفهمه، لا نعذره. لكن المصيبة هي أن أغلب الذين يعانون من هذا الداء هم من البسطاء الذين ترغمهم الحياة على التواجد في أماكن شعبية فتراهم يكادون يموتون غيظا وكأنه من المفروض أن يكونوا لوحدهم في أي مكان يذهبون إليه. ولا سبيل للفهم سوى بضرب الأمثال كالعادة، لذا دعونا نقترب من هذا الشخص الذي يقف قرب الطاكسي الكبير واقفا ينتظر. ينتظر من؟ ينتظر شخصا سادسا كي يكتمل النصاب وينطلق الطاكسي على بركة الله. لكن لماذا لم يدخل ويجلس في الكرسي كعباد الله؟ حسنا، لاداعي لاستباق الأحداث، فهذا الشخص بالتأكيد سينزل في محطة قريبة، وهو لا يريد أن يزعجك لذا سيتركك تدخل أولا وسيجلس هو قرب الباب كي تسهل عملية نزوله. الأمر منطقي؟ نعم، جدا. وكلنا نفعل هذا. لكن المفاجأة تحدث عندما يصل الطاكسي إلى آخر محطة وصاحبنا لم