غرندايزر .. إنطلق
عندما تحدثت يوماعن بائعة الكرافس ورئيس المقاطعة كنت أريد أن أصل إلى فكرة مفادها أننا نحن المواطنون أيضا لسنا ملائكة، وأننا نحمل من الشر في نفوسنا ما يساوي الشر الذي في نفوس المسؤولين الأعزاء. لكن، كان هناك شبه إجماع في ردود القراء على أن بائعة الكرافس – وهي هنا مجرد دلالة رمزية على المواطن البسيط طبعا – لا تأخذ أراضي أو دكاكين من أحد ولا تقاتل سوى من أجل قوت يومها، وكفي. بينما المنتخبون والأعضاء والرؤساء لم يكافحوا من أجل تلكم المناصب إلا لكي يستطيعوا أن يمصوا دم المواطن، فهو الهدف الأول و الأخير. فإن حيل بينهم وبينه قاموا باستغلال السلطة التي أتيحت لهم والامتيازات كي يمروا من القانون مرور الشعرة من العجين. المهم، لابد من ممارسة الشر في أعلى مستوياته، وهذا هو وجه الاختلاف بين مواطن بسيط أرغمته حياة قاسية على أن يخرج أظافره وأنيابه كي يستطيع أن يعيش، وبين مسؤول مترف يغرس الإبر في أعناق وأوردة المواطن ويقوم بمص دمائهم اللذيذة. الأول مسكين في كل الأحوال، والثاني معتدي في أغلب الأحوال. دائما لديه رغبة في الإيذاء على طول الخط.. إنهم يتصرفون كأنهم سيموتون إن لم يسرقوا.. وكأنهم في الوضعية الت...